التفكير التصميمي

التفكير التصميمي هو نهج يجمع بين التحقيقات في العناصر الغامضة للمشكلة والبحث المنطقي والتحليلي. وتحرص عملية التفكير التصميمي على جعل المستخدم محور كل شيء.

في هذا المقال سنتعرف على منشأ وتعريف التفكير التصميمي وما تضمنه خطوات عملية التفكير التصميمي.

ما هو منشأ التفكير التصميمي؟

استخدم Herbert A. Simon، عالم النفس وعالم الاجتماع، مصطلح “التفكير التصميمي” لأول مرة كطريقة للتفكير في كتابه الصادر عام 1969 “The Sciences of the Artificial”، والذي كان يدور حول علوم التعلم والذكاء الاصطناعي؛ تم قبول هذا المفهوم وتوسيعه على نطاق واسع من قبل مجموعة متنوعة من المصممين والعلماء والممارسين على مر السنين لتصبح ما هي عليه اليوم، طريقة إبداعية في التفكير تركز على الجمهور المستهدف وحل المشكلات أو التغلب عليها.

ما المقصود بـ “التفكير التصميمي”؟

التفكير التصميمي هو نهج إبداعي للابتكار وحل المشكلات المعقدة أو غير المعروفة؛ هو عملية تهتم بحل المشكلات المعقدة من خلال التركيز على المستهلك بحيث يسعى بشكل كبير إلى فهم احتياجات الناس والتوصل إلى حلول فعالة لتلبية تلك الاحتياجات.

التفكير التصميمي يهدف إلى تحسين المنتجات. يساعدك على تقييم وتحليل الجوانب المعروفة لمشكلة ما وتحديد العوامل الأكثر غموضًا أو المحيطية التي تساهم في ظروف المشكلة.

مراحل التفكير التصميمي:

تتكون عملية التفكير التصميمي من خمس مراحل ممنهجة ومنظمة تنطلق من فهم وتحديد التحدي حتى إيجاد وبناء الحل:

  1. التعاطف
  2. تحديد (المشكلة/التحدي)
  3. التصوّر وتوليد الأفكار
  4. بناء النموذج الأولي
  5. الاختبار والتطوير

المرحلة الأولى: التعاطف.

مرحلة التعاطف هي لحظة حاسمة في رحلة التفكير التصميمي، لأنها تساعد في الكشف عن دوافع الجمهور واكتساب نظرةً ثاقبةً حول المستخدمين واحتياجاتهم البعيدة التي ستتفاعل في النهاية مع منتج المصمم.

في هذه المرحلة من منهجية التفكير التصميمي، يجلس المصممون مع أناس حقيقيين ويراقبون ويشاركون ويتعاطفون مع الأشخاص بهدف فهم تجاربهم ودوافعهم دون تحيز.

هذه بعض الخطوات التي لا بدّ من اتخاذها في هذه المرحلة للحصول على المعلومات اللازمة للمرحلة الثانية:

  • استشارة خبراء للحصول على معلومات ومعطيات أكثر حول المشكلة المعنية.
  • الانخراط بشكل شخصي أكثر في إحدى المشكلات لاكتساب فهم أفضل لوجهة نظر المستخدم.
  • إجراء محادثات معمقة حول الموضوع مع مصممين آخرين.
  • الانغماس في بيئة فيزيائية لاكتساب فهم أعمق للمشكلة.

المرحلة الثانية: تحديد (المشكلة/التحدي).

في هذه المرحلة، يقوم المصمم بتنظيم المعلومات التي جمعها خلال مرحلة التعاطف وتحليلها لتحديد المشكلات الأساسية مع فريقه.

يجب أن يتم تحديد المشكلة وبيان المشكلة بطريقة محورها الإنسان لا احتياجات الشركة أو الفريق.

فبدلاً من عرض المشكلة من تصور المصمم لاحتياجات الشركة فقط كقول: ” نحن بحاجة إلى زيادة مبيعات البرامج التقنية بنسبة X٪.” من الأفضل عرضها بشكل يتمحور حول احتياجات المستهلك نفسه كقول: ” يحتاج الموظفون إلى تقنية رائعة من أجل تنفيذ المهام التقنية بنجاح.”

بمجرد صياغة المشكلة في كلمات، يمكن للمصمم البدء في التوصل إلى حلول وأفكار – ومن ثم ينقلنا إلى المرحلة الثالثة.

المرحلة الثالثة: التصوّر وتوليد الأفكار

المرحلة الثالثة في عملية التفكير التصميمي هي المكان الذي يحدث فيه الإبداع، ومن المهم الإشارة إلى أن مرحلة التفكير هي منطقة خالية من الأحكام!

من المعروف أنّه كلما زاد عدد الأفكار التي يمكن لفريق العمل تجميعها، زادت الفرص المتاحة للتحقيق والاختبار لمعرفة ما إذا كانت تعمل على حل مشكلة المستخدم أم لا.

خلال هذه المرحلة… يعمل المصمم مع بقية الفريق لإطلاق أكبر عدد ممكن من الحلول الإبداعية ومع ذلك، يمكن لعقول العديد من المصممين بسهولة إما رسم فراغ، أو ابتكار العديد من الأفكار والضياع في الاحتمالات ولذلك، كان لا بدّ من إنشاء قائمة ببعض أفضل أساليب وتمارين التفكير التصميمي لخلق أفضل الحلول.

هناك العديد من أساليب التدريب لتنمية القدرات الإبداعية والتفكير، مثل أسلوب العصف الذهني، والكتابة الذهنية، وأسلوب جوردون، وأسلوب دلفي، وأسلوب SCAMPER.

سنتناول هنا شرح مبسط عن أسلوب SCAMPER، وبإمكانك التعرّف على باقي الأساليب في مقالنا أساليب التدريب لتنمية القدرات الإبداعية.

  • أسلوب SCAMPER

أسلوب SCAMPER يركز على أخذ منتج موجود بالفعل والتوصل إلى طرق مبتكرة لتحسينه، أو التنافس به مع منتج آخر.

كل حرف من هذا الأسلوب يرمز إلى عملية أو مفهوم يسمح للمشاركين بسؤال واختبار الأفكار المختلفة من خلال النظر إليها من زاوية مختلفة.

S البديل (Substitute): ما هو العنصر الموجود داخل المنتج الذي يمكن استبداله بشيء آخر وماذا سيحدث؟

C – الجمع (Combine): ما الذي يمكن دمجه وكيف سيؤثر على المنتج؟

A – التكيف (Adapt): ما هي جوانب المنتج التي يمكن تكييفها مع سياق مختلف وكيف؟

M – التعديل (modify): ما الذي يمكن تعديله لتحسين المنتج؟

P الوضع في استخدامات أخرى ( Put to other uses): هل هناك أي استخدامات أخرى يمكن لهذا المنتج أن يخدمها؟

E – حذف (Eliminate): هل هناك أي شيء داخل المنتج يمكن إزالته لتبسيطه؟

R إعادة الترتيب أو العكس (Rearrange or reverse): ما الذي يمكن عكسه أو إعادة ترتيبه لجعل هذا المنتج أفضل؟

للبقاء مركزًا أثناء تنفيذ تقنية SCAMPER، يمكن للمصمم تعيين نفس الحد الزمني لكل موضوع وتدوين العديد من الأفكار التي لديه خلال هذا الإطار الزمني.

في نهاية عملية توليد الأفكار، سيكون لدى المبتكرين مجموعة من الأفكار المدروسة جيدًا، رغم أنها قد تكون مختلفة تمامًا…لذلك سيتم فحص الافتراضات لدراستها واحدةً تلو الأخرى للعثور على أفضل طريقة ممكنة لحل المشكلة أو توفير العناصر المطلوبة للتغلب عليها.

المرحلة الرابعة: بناء نموذج أوَّلي.

عادةً ما تكون النماذج الأولية عبارة عن رسومات أو نماذج أو عروض رقمية لفكرة، أو قد تتضمن النماذج الأولية إنشاء إصدارات صغيرة الحجم وغير مكلّفة من المنتج.

الهدف من هذه المرحلة تحديد أفضل حل ممكن لكل مشكلة من المشكلات التي تم تحديدها خلال المراحل الثلاث الأولى؛ يتم تنفيذ الحلول داخل النماذج الأولية، ويتم التحقق منها واحدة تلو الأخرى، ثم قبولها أو تحسينها أو رفضها بناءً على تجارب المستهلكين.

من المتوقع أن تكشف النماذج الأولية أيضًا عن مشكلات إضافية لتجربة المستخدم في نهاية هذه المرحلة، وتقديم رؤية أوضح لكيفية تصرف الأشخاص الفعليين وتفكيرهم وشعورهم عند استخدامهم النسخة النهائية.

المرحلة الخامسة: الاختبار.

تعد التجارب الواقعية طريقة أساسية لتقييم الأفكار الجديدة وتحديد التغييرات اللازمة لجعلها قابلة للتطبيق؛ تتطلب مرحلة الاختبار في عملية التفكير التصميمي مستخدمين حقيقيين لتوليد بيانات حقيقية.

غالبًا ما يكون الاختبار عملية تكرارية. يمكن أن يتوقع المصممون المرور بسلسلة من التغييرات والتحسينات أثناء مرحلة الاختبار، لهذا السبب من المألوف أن تستأنف مرحلة الاختبار بعض عمليات التفكير التصميمي الأخرى مثل التصوّر وتوليد الأفكار أو الاختبار، نظرًا لأن الرؤى الجديدة قد تستنبط حلولًا محتملة جديدة تتطلب منهجية جديدة تمامًا.

التفكير التصميمي هو عملية مرنة ومتكررة تستخدمها الفرق لفهم المستخدمين وتحدي الافتراضات وإعادة تعريف المشكلات وإنشاء حلول مبتكرة للنموذج الأولي والاختبار.. تتضمن خمس مراحل هي: التعاطف والتحديد، والتفكير والنموذج الأولي والاختبار.

المصادر:

Browne, C., 2021. 5 Design Thinking Exercises Every UX Designer Should Know. [online] CareerFoundry. Available at: <https://careerfoundry.com/en/blog/ux-design/design-thinking-exercises/> [Accessed 3 September 2022].

Friis Dam, R., 2022. The 5 Stages in the Design Thinking Process. [online] The Interaction Design Foundation. Available at: <https://www.interaction-design.org/literature/article/5-stages-in-the-design-thinking-process> [Accessed 5 September 2022].

Gupta, S., 2020. [online] Springboard.com. Available at: <https://www.springboard.com/blog/design/design-thinking-process/> [Accessed 10 September 2022].

Liedtka, J., 2022. Why Design Thinking Works. [online] Harvard Business Review. Available at: <https://hbr.org/2018/09/why-design-thinking-works> [Accessed 1 September 2022].

Stevens, E., 2021. What Exactly Is Design Thinking? (Updated Guide for 2022). [online] CareerFoundry. Available at: <https://careerfoundry.com/en/blog/ux-design/what-is-design-thinking-everything-you-need-to-know-to-get-started/> [Accessed 2 September 2022].